إصابات الرباط الصليبي الخلفي:
يتكون الرباط الصليبي الخلفي من حزمة من الانسجة القوية التي تقع في الجزء الخلفي من مفصل الركبة. ,والتي تؤدي دورًا أساسي ومهم في منع عظمة الساق من التحرك بشكل مفرط إلى الخلف بالنسبة لعظمة الفخذ.
قد يتعرض الرباط الصليبي الخلفي إلى الإصابة على الرغم من ندرتها نسبياً، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على استقرار الركبة ووظيفتها.
غالبًا ما تنجم إصابات الرباط الصليبي الخلفي عن إصابة مباشرة (ضربة) للجزء الأمامي من عظمة الساق؛ مثل حوادث السيارات أو التصادمات المرتبطة بالرياضة. بناءً على شدة الإصابة؛ يمكن أن تتراوح خيارات العلاج من العلاج التحفظي إلى التدخلات الجراحية.
التقييم والتصنيف لمدى شدة حالات إصابة الرباط الصليبي الخلفي:
الدرجة الأولى (إلتواء): حيث يشير إلى حدوث قطع جزئي في الرباط.
الدرجة الثانية (القطع الجزئي): حيث يشير إلى حدوث قطع لمعظم أجزاء الرباط .
الدرجة الثالثة (القطع الكامل): حيث يشير إلى حدوث قطع كامل في الرباط والذي بدوره يفقد الرباط القدرة على العمل.
متى يتوجب الخضوع للتدخلات الجراحية؟
يتم تحديد العلاج المناسب حسب شدة القطع؛ حيث انه لا يتم علاج جميع أنواع القطع جراحياً. يعتمد العلاج المبدئي على السيطرة على الألم, و إعادة المدى الحركي و منع حدوث المزيد من الإصابات. ايضاً من المهم استعادة حركة الركبة في اقرب وقت ممكن للمساعدة على الاستشفاء. يعتمد اتخاذ قرار عمل العلاج الجراحي أو غير الجراحي على عدة عوامل، بما في ذلك عمر المريض، و مستوى النشاط و الاعراض و المخرجات المتوقع حدوثها.
بالنسبة لكبار السن و المقعدين الذين يمتلكون ثبات في الركبة مع قلة رغبتهم تجاه ممارسة أنشطة عالية الكثافة او الرياضات الروتينية يتم عادة معالجتهم باستخدام العلاج الحفظي عن طريق إعادة التأهيل الغير جراحي وتعديل النشاط بشكل كافي. أما بالنسبة للمرضى الذين يتمتعون بالنشاط من كافة الاعمار وبالأخص الرياضيين في عمر الشباب فيتم علاجهم بشكل مختلف حيث يوصى بشدة عمل إعادة بناء الرباط الصليبي لهم.
من الضروري أن تكون الركبة مستقرة للعودة بأمان إلى ممارسة الرياضة وللوقاية من إعادة الإصابة أو حدوث المزيد من الإصابات. بالإضافة لذلك يفيد إعادة بناء الرباط في منع حدوث التهاب المفاصل مستقبلا او عدم ثبات الركبة مع تقدم العمر.
بشكل عام يقوم الدكتور فهد بعمل إصلاح للرباط الصليبي لجميع أنواع الإصابة الي تصنف من الدرجة الثالثة. في المراحل المتقدمة قد ينصح للرياضيين بعمل إصلاح للرباط الصليبي في اقرب وقت ممكن حيث انه نتائج الإصلاح المبكر افضل بكثير من اصلاح الإصابات المزمنة.
عندما يجد الدكتور فهد ان المريض بحاجة إلى جراجة لإعادة بناء الرباط الصليبي الخلفي فإنه يقوم بتقييم شامل للمريض للتحق مما إذا كان هناك إصابة مصاحبة. تقريباً 90% من المرضى الذين يعانون من اعراض تمزق الرباط الصليبي يعيق حركتهم اليومية يصاحب حالتهم حدوث إصابة في الزاوية الخلفية في الجانب الخارجي من الركبة او في الجانب الخلفي الداخلي من الركبة. لذلك فإنه حالات الإصابة. بالتالي، يبلغ معدل عمليات إعادة بناء الرباط الصليبي الخلفي المعزولة حوالي 10% من إجمالي عمليات إعادة بناء الرباط الصليبي الخلفي المنفذة.
إعادة التأهيل لما بعد العملية:
تحدث عملية التشافي بالتدريج؛ حيث ينصح في فترة التعافي لما بعد العملية بالتالي:
- أولا؛ من الضروري عدم حمل الاوزان لكي نسمح للرباط بالتشافي بشكل كافي، بعد ذلك يتم السماح بحمل الاوزان بالتدريج بمساعدة العكازات و دعامات الركبة.
- ثانياً؛ يلعب العلاج الطبيعي دوراً أساسي في إعادة التأهيل؛ حيث يتم التركيز من خلاله على استعادة المدى الحركي الكامل و تقوية العضلات بالإضافه إلى تحسن الشعور بالاتزان و الادراك اللاشعوري للحركة.
- ثالثا؛ يتم تطوير النشاط الحركي بالتدريج حيث انه يتم الانتقال إلى مستوى منخف من الحركة مثل المشي وركوب الدراجة و السباحة.
النتائج المتوقع حدوثها مستقبلا:
الهدف النهائي لجراحة إعادة بناء الرباط الصليبي الخلفي وعملية التأهيل هو استعادة وظيفة الركبة بأكبر قدر ممكن و بالإضافة إلى استقرار مفصل الركبة وتخفيف الألم. مع الاخذ بالاعتبار أن الوقت المستغرق للوصول إلى الاستشفاء الكامل قد يختلف من شخص لاخر. حيث أنه بعض المرضى يعودون لأنشطتهم التي اعتادوا عليها اسرع من غيرهم. بعدما يحدث الاستشفاء بنجاح، ينصح بالاستمرار على الأنشطة الرياضية للحفاظ على قوة الركبة و ثباتها ولتقليل خطر حدوث إصابات مستقبلا او حدوث مضاعفات متعلقة بالمفصل الركبة.
ختاماً قد تكون إصابة الرباط الصليبي الخلفي أقل حدوثاً من بقية إصابات الركبة و لكنها تتطلب تقييم وعلاج بشكل دقيق؛ حيث أن الاختيار مابين الإجراء الجراحي و التحفظي يكون بالإعتماد على العوامل الخاصة بكل مريض بهدف استعادة وظيفة الركبة و ثباتها لتحسين جودة حياة المريض.
- إعداد: د. هاجر السيف.